يزخر المغرب بموروث إيكولوجي و طبيعي و ثقافي هائل تشكل سلسلة واحاته جوهرة من جواهره. و قد نهج المغرب الذي فقد حوالي نصف واحاته، سياسة وطنية لوضع هذه الجواهر الإيكولوجية تحت الحماية، ووضع برنامج لمواجهة انهيارها.
وفي إطار الإستراتيجية الشمولية، عهد صاحب الجلالة الملك محمد السادس إلى صاحبة السمو الملكي الأميرة للا حسناء رئيسة مؤسسة محمد السادس لحماية البيئة، في رسالة ملكية بمهمة توحيد مجموع الفاعلين المتعددين المشتركين في هذه المعركة و تحفيز مجهودهم من أجل ضمان و تنمية نخيل مراكش.
أعطت صاحبة السمو الملكي الأميرة للا حسناء رئيسة مؤسسة محمد السادس لحماية البيئة، الإنطلاقة الفعلية لبرنامج حماية و تنمية النخيل في 19 مارس 2007 بمراكش خلال تظاهرة عمومية رسمية ضمت العديد من الشركاء المجتمعين حول هذا المشروع.
تمثل مدينة مراكش التي تعتبر الوجه الرمزي لهذا الموروث من الواحات بلا شك، جوهرة طبيعية و إحدى أروع الواحات في العالم. و أكثرها معاناة من جراء هذا النجاح.
صنف نخيل مراكش منذ سنة 1929 بموجب ظهير ملكي لأهميته الطبيعية و الثقافية و التاريخية، الذي يستمد قوته من وادي تانسيفت و نظام مائي "خطارة" ينم عن براعة من صممه، و قد تعرض هذا النخيل وحده لجميع الإضرار التي أصابت موروث الواحات المغربي.
يضم البرنامج عدة أعمال و هي:
* زرع 430000 شتلة في غضون ست سنوات من اجل إعادة بناء استعجالي للإرث النباتي لهذا النخيل على مسافة تصل إلى 258 هكتارعلى سبيل الإعلام، في سنة 2008 تم غرس 157000 نخلة و رعاية 40000 نخلة أخرى ووضعها تحت الحماية. و في سنة 2009 تم زرع 120000 نخلة و رعاية 65000 نخلة اخرى.و في سنة 2010، تم زرع 98 228 نخلة.
* الشروع في برامج التحسيس و التربية على البيئة المنتظمة حول إشكاليات الواحات و النخيل، لاسيما عن طريق برامج المدارس الإيكولوجية للأطفال و المفتاح الأخضر بالنسبة للفنادق.
* إحداث متحف إيكولوجي دولي للواحات تسند إليه مهمة جمع أنشطة الإنسان و حفظها، لتشهد على حياة من أسسوا لثقافة الواحات خلال عدة قرون باعتبارها مجالا للتدبير التقني و الإجتماعي لمصدر الماء.
تنتظم هذه الثقافة حول ثلاثة مواضيع أساسية و هي:
* الماء و أنظمة السقي و الإستعمال الدائم لمصادره
* حدائق الواحات و تنظيمها الإبداعي على شكل طبقات و الأستعمال العقلاني للفضاء
* هندسة الأرض باعتبارها مادة نبيلة ملائمة للقضاء على ارتفاع درحات الحرارة و ظاهرة الاحتباس الحراري.