إن ماء طانطان بالنسبة للطنطانيين ليس فقط ماء يشرب يروي الظمأ ، بل إن ما يربطهم بالماء هو تاريخ ، تراث ، عادات وتقاليد وأي محاولة لمصادرة هذا الماء ، هي محاولة لتجريد الطنطانيين من هويتهم وأصلهم ومفخرتهم .
فتسمية طنطان ، عائدة إلى ما يفوق قرنا من الزمن ، والأصل في الحكاية كما يروي الأوائل ، راجعة إلى بئر كان يسمع فيها طنين الماء فسميت بالطنيطينة ومن ثم اشتق أسم طنطان ، لتتوطد العلاقة بين من يسكن طنطان والماء ، بتراث وأصالة الشاي الصحراوي ، اللذي لا يمكن أن يصلح له شأن بدون ماء الطنطان ، فمع كل جرعة شاي يحتسيها المرء يحس بفخر الهوية والانتماء لهاته المدينة الشامخة التي صودر منها كل شيء واليوم يحاولون مصادرة مائها وهويتها، لتحيا مشاريع واستثمارات يتبجحون علينا بجلبها.
نحن لسنا ضد أي مستثمر، لكننا كأبناء لهذا القطر العريق رغم التهميش والإقصاء من حقنا أن نطرح سؤالا جوهريا ماذا يستفيد الإقليم من هاته الاستثمارات بدءا من الميناء إلى لحميدية ومدخل طنطان من جهة كلميم ؟ فما عدا تلك اليد العاملة اللتي تستغل أبشع استغلال ، مقابل دراهم معدودة ، وما عليكم سوى اعتراض إحدى البائسات أثناء ذهابهن أو عودتهن من العمل ، لتسمعوا الشهادة من أهلها ورغم الأرباح الطائلة التي تجنى من خيرات وثروات هدا الإقليم ، فلم نسمع أبدا عن مساهمة هؤلاء المستثمرين الوافدين لا في المجال الاجتماعي ولا الرياضي ولا حتى الخيري وبالتالي فإن المستفيد الأكبر هم أرباب المعامل و من منحناهم تسيير شؤوننا الصامتون باسمنا
إن ماء طنطان لم ولن يكون أبدا مطية للنهب والاغتناء وإن كان هناك من يجب أن يستفيد من استغلاله فهم هذا الشباب من أبناء الإقليم اللذي لازال ينتظر من ينقده من شرك البطالة
و أي محاولة لمصادرة ماء تعسالت هي محاولة لمصادرة هوية سكان طنطان ، وستصطدم بجدار فلادي يردد قول الشاعر أحمد مطر ًًًً نحن من دم وماءًًًً.