إن كل متتبع للشأن السياسي بطانطان ، يستنتج أن معاناة الإقليم تكمن في الاستثناء الإنتخابي ، الذي يختلف بين بلدية طانطان من جهة وبلدية الوطية والجماعات المحلية من جهة أخرى ، وللتوضيح سأحاول تسليط الضوء على الأسباب التي أدت إلى هذا الاستثناء من وجهة نظر شخصية ، قد تجانب الصواب وقد تحتمل الخطأ .
1 بلدية طانطان : مند عقود تعرف سيطرة قبيلة وحيدة وهي قبيلة ايت لحسن ، ففي عقد السبعينات والثمانينات تولى الشأن المحلي رجال من القبيلة ، صدقوا ما عاهدوا الله عليه ، كعالي بوشعاب والمحجوب العسيري رحمهما الله ، اللذين كانا ينظران إلى المسؤولية بعين الأمانة ، والى اختلاس المال العام كجريمة سرقة تعتبر في العرف الصحراوي بالشيء المشين
ومع توالي السنين وأمام نقطة ضعف العرف القبيلي ، القاضي بمناصرة ابن العم صالحا كان ام طالحا ، طفت على السطح فئة همها الوحيد هو الوصول دون مراعاة الوسيلة ، مع تقنيع السرقة بقناع المثابرة فبدلا من أن يقال " سارك" يقال " رافد هم راسو" وللإشارة نحن هنا لسنا ضد قبيلة ايت لحسن ، لكن رسالتنا مفادها أن رحم القبيلة قد جاد بشباب كفؤ وواع يستطيع اخذ زمام المبادرة ويستحق حقه في الفرصة دون النظر إلى عائلته ومستواه المادي
هاته الفئة الوصولية ، ضلت مطبقة على الدوائر الانتخابية بإحكام ، إلى أن جاء نظام الاقتراع باللائحة ، حيث تكتل محترفو الانتخابات في عدة لوائح انتخابية بخطة دقيقة ، محسوبة ومدروسة بعناية فائقة ،عاملا التجربة الانتخابية والمساهمة المادية هما المعياران الأساسيان لاحتلال رتب الحضوض واحتمال المرور
الشيء الذي تمخض عنه مجلس أدى إلى تسلل نسبة من الوعي إلى الساكنة المتدمرة من رئيس المجلس البلدي ، الذي شكل جشعه انتقادا حتى من اقرب المقربين
نتيجة لهدا التدمر والغضب استجابت الساكنة لأول شعارين للتغيير في الاستحقاقات الماضية ، احدهما رفعته وجوه جديدة على الساحة تمخضت عن صراعات اقتصادية بين أفراد ينحدرون من منطقة جبلية معروفة بالصبار ومشتقاته ، رغم عدم بروزهم على رأس اللائحة ، وبين من كانوا يسيرون الشان المحلي انداك
والثانية رفعتها وجوه مألوفة وذات تجربة انتخابية ، غير انه لم يسبق لها أن أخذت بزمام المسؤولية في التسيير ، مستغلة غضب الشارع على أبناء عمومتهم بحجة غيرتهم على المدينة ، وحبهم للصالح العام . وبنجاح الخطة تحالف الفريقان ليشكلوا مجلسا لم يعمر طويلا ، كسب تعاطفا شعبيا ، سرعان ما سيتبدد وتختفي شعارته الرنانة أمام مصالح كليهما، ليتشكل مجلسا جديدا انضمت إليه فئة من المجلس السابق وانزوى الباقي في المعارضة بعد تعيين رئيس المجلس البلدي عاملا ملحقا بوزارة الداخلية مما شكل صدمة لدى الساكنة وأجمعت الألسن على قولة واحدة كاع ولاد عبد الواحد واحد
أما الناخبين بالمدينة فهم فئات
- فئة أمية وطاعنة في العمر، تبقى دائما أسيرة للعرف القبلي بمعناه الشامل وسياسة ولد عمي.
-فئة هي الأغلبية الساحقة ، سجينة الفقر وضيق الحال تشتكي وتنتقد لسنين ، ثم تنسى معاناتها مع كل استحقاق انتخابي لتضع ذمتها في سوق نخاسة لا يتعدى سقف المزايدة فيه 200 درهم قد يستفيد منها البعض مقابل ورقة لاغية .
-فئة مثفقة وهي صنفين
* صنف يخالف قناعاته ولا يجد مهربا من ضغوطات الانتماء القبلي فيخضع خضوع المكره
* وصنف لا يرى أملا في التغيير في ظل واقع تطغى عليه معادلة الغنى والفقر
2 بلدية الوطية والجماعات المحلية : بعدم انتداب التصويت باللائحة ، تبقى نفس اللوبيات هي المسيطرة والمتحكمة في الدوائر الانتخابية ، وجوهر اللعبة يكمن عند عند فتح أي تسجيل في اللوائح الإنتخابية حيث أن أي مسجل جديد يشك في ولائه يكون مصيره التشطيب .وتبقى حسابات التحالفات هي المتحكم والضامن الرئيسي للفوز بتسيير الشأن المحلي . وأي خطا في المعادلة قد يؤدي لانقلاب الكفة لصالح لوبي اخروهو ما حصل في المر ة السابقة ببلدية الوطية
وفي انتظار الاستحقاقات المقبلة ، حتى وإن ظهرت وجوه جديدة منادية بالتغيير ستصطدم بالمثل الشعبي "اللعظو لحنش يخاف من لحبل "
وبين هذا وذاك تبقى طانطان العبور طانطان الشموخ ضائعة بين عقوق الأبناء المنتخبين وفقدان ثقة الناخبين .