رسالة عاجلة من مرشح

الانتخابات البرلمانية التى على الأبواب تتميز عن كل ما سبقها من انتخابات بثلاث ميزات:

1- أنها أول انتخابات بعد ثورة حركة 20 فبراير المستمرة ، التى غيرت شئ من وجه المغرب ولكنها لم تغير عقله ولا قلبه.

2- الاتساع الهائل للدوائر الانتخابية .

3- خروج خطاب رسمي قوي يؤكد على فترة انتقالية جديدة

4- ضيق فترة الدعاية نتيجة فترة التقدم للترشيح وتأخر إعلان الكشوف النهائية للمرشحين .. مع عطلة عيد الأضحى .

وقد تشكل الخارطة السياسية للبلاد في أفق الانتخابات التشريعية المقبلة رهانا سياسيا يتطلع إليه المواطنين بكل شوق، خاصة بعدما تم إدراج تمثيلية الشباب في هذه الانتخابات في إطار ما سمي "كوطا" إلى جانب النساء، وما سوف يترتب عن ذلك من تداعيات واستراتيجيات نفعية.

وحسب " مشروعي قانونين تنظيميين يتعلقان بمجلس النواب، طبقا للدستور الجديد الذي صودق عليه في يوليوز الماضي. فان هذا المشروع، يتضمن تخصيص 90 مقعدا للدائرة الانتخابية الوطنية أو ما يعرف باللائحة الوطنية، قصد ضمان تمثيلية ملائمة للنساء (60 مقعدا) والشباب أقل من أربعين سنة (30 مقعدا) وحدد القانون التنظيمي عدد مقاعد مجلس النواب ب 395 مقعدا ينتخب 305 منهم في دوائر إقليمية تتراوح مقاعدها ما بين 6 و10 مقاعد فيما ينتخب 90 مقعدا في لائحة وطنية مخصصة للنساء والشباب بتراتبية 2 نساء ثم شاب".

قد تشكل هذه البنود القانونية مدخلا للديمقراطية رغم كونها تتضمن إقصاء للشباب بالدرجة الأولى، فماذا يعني 30 مقعد في ظل استراتيجيات التشبيب ؟ وما حظوظ 20 مليون شاب من 30 مقعدا ؟ ما هي المعايير المستلزمة في اختيار 30 شاب؟ هل سيغير دخول 30 شاب قبة البرلمان شيئا من الواقع المعيش أم أن سيولد نخب جديدة، تشرعن لنفسها الوصاية على الشباب المغربي؟

أكيد أن المغاربة، واعون بعمق المقالب السياسية التي تمارس عليهم، وواعون أكثر بأن لا ديمقراطية للحقيقة، و لا أسبقية للكفاءة، و لا عدالة للضعفاء، وأن ابن الوزير وزيرا وأن ابن البرلماني برلمانيا بالفطرة،....، إن المغاربة في حاجة أكثر إلى ديكتاتورية ايجابية وإلى إرادات بريئة وواضحة، وليس إلى إقطاعيين اقتصاديين وسياسيين، والشعب يرديد قلب يحبه ويحضنه وليس إلى عقل يحكمه ويدبر أموره على نفس الموال القديم.

كل ما سبق يصب فى مصلحة الأحزاب المتعفنة ومحترفى الانتخابات والأثرياء من المرشحين .. وأصبحت فرص المرشحين المستقلين الجدد الراغبين فى خدمة وطنهم وإحداث تغيير فعلى شبه معدومة. ولذلك لجأ بعض الشباب إلى عالم الانترنت الفسيح لعل صوته يصل ويؤثر بغض النظر عن النتيجة .. وتخيل نفسك تلقى بياناً على شاشات التليفزيون والملايين يشاهدونك وينصتون لك ليس على شاشة " قناة اخرى طبعا" فماذا ستقول؟

بسم الله الرحمن الرحيم

الأخوة المواطنون

أخوكم ... المرشح الشاب

لا أشعر بالارتياح عندما أطالب بالتحدث عن نفسى .. و أستثقل من يتحدثون عن أنفسهم .. لأننى مؤمن بأنه ليس للإنسان إلا ما سعى .. وما النجاح وتحقيق الانجازات إلا من عند الله وبتوفيقه.

ونظراً لضيق الفترة المخصصة للتحدث إليكم فسوف أركز على أربعة نقاط:

النقطة الأولى (المرحلة الراهنة) : فى هذه المرحلة نحن مطالبون بأن نصطف لمواجة أعداء الثورة الذين لن يألوا جهداً لبث الفرقة بين أبناء الشعب وضرب وحدته الوطنية وتهديد أمنه فى محاولاتهم اليائسة لإجهاض الثورة ، ومن ثم العودة ولو على أشلاء الوطن. لذلك نحن مطالبون باستحضار أفضل صفاتنا الحضارية وحشد كل قوانا الايجابية لاستكمال مسيرة الثورة وتحقيق أهدافها النبيلة.

النقطة الثانية (البرامج الانتخابية): لا تنشغلوا بما يطرح عليكم من برامج – لأحزاب أو أفراد – فمجلس الشعب القادم لن تشكل "الأغلبية فيه" الحكومة .. وبالتالى ستظل السلطة التنفيذية بيد رأس الدولة يعين ويقيل الحكومة والوزراء. ولكن اهتموا بشخص المرشح و فكره وما يعتنق من مبادئ وتلمسوا خلقه ومدى صدقه.

النقطة الثالثة (العملية الانتخابية) :

"إن هذه الانتخابات" فرصة "لنثبت للعالم أجمع" أننا – رغم ما عانيناه "طويلاً" من استبداد وقهر وقمع وظلم وإفقار وفتن ومحاولات تهميش وطمس هوية – "رغم كل ذلك" فإننا هذا الشعب العريق الذى ما زال محافظاً على صفاته وسماته التى اكتسبها عبر آلاف السنين .. كما أن معدننا صلد وقوى" صهرته الأحداث الجسام " عبر مسيرة تاريخية هي الأطول بين كل الأمم .

ولنتذكر جميعاً أن "الخلاف فى الرأى" لا يفسد للود قضية.

ولذلك أدعوكم جميعاً – مرشحين و ناخبين – أن تكون فترة الانتخابات احتفالية كبرى لكل المصوتين و المرشحين و المقاطعين و سماسرة و قواويد القبائل و الزوايا و الأحياء و الأموات.

النقطة الرابعة ( خلي وجهك زين مع الناس): حتى لا نسقط في فخ البارصا و الريال و العشق الممنوع ، و لا يعصف بنا الحماس الانتخابي في الحقد و الحسد و الضغينة ...لا تكحل وجهك مع الناس في الدفاع عن مرشح بعصبية و ثورية ..لان مرشحك بعد انتهاء الانتخابات ستجده يصطاد السمك مع عدوه في الحملة أو ستجدهم في إحدى حانات اكادير أو مدريد وفور الإعلان عن النتائج " الهدايا و التعركيبة " تطرح أمام الباب.

وأخيراً – وليس آخراً إن شاء الله – أتوجه إلى الأخوة الناخبين الذين يدلون بأصواتهم .. احسموا أمركم .. استفتوا قلوبكم ولو أفتوكم .. امنحوني ثقتكم فإنى - إن شاء الله - أهل لها ، انتهت الرسالة.

وفور انتهائك من بيانك ستنهال عليك الرسائل القصيرة على الموبيل ويمتلئ صندوق بريديك الالكتروني.. وستكون المفاجأة الكبرى خروج مسيرات التأييد فى كل أنحاء الدايرة المترامية الأطراف و خصوصا حي كسيكيسات ، حي الخير و حي التنمية ، مخيم الربيب ،حي معطلا و حي ميري و حي عين الرحمة وشارع لعوينة ... هل من الممكن حدوث ذلك؟