تزحف حركة شباب 20 فبراير المجيدة ببطء وهدوء نحو قاع المجتمع ، نحو إثارة اهتمام مزيد من الجماهير الشعبية ، لما ترفعه من مطالب واضحة هي الضمانة الحقيقية لتنظيف الساحة السياسية المغربية من الاستبداد والفساد ، وفسح المجال للشباب المغربي كي يرسي أسس مجتمع ديمقراطي يحترم الإنسان .
تثير حركة 20 فبراير المجيدة اهتمام مزيد من الجماهير الشعبية، لان الحركة تعكس أماني تلك الجماهير، ولأنها الفرصة التاريخية التي على الشعب المغربي أن لا يفوتها. فرصة من اجل القضاء على الاستبداد والفساد ، من اجل الحرية والكرامة ، من اجل استعادة الجماهير الشعبية لسيادتها ، والتصرف في مصيرها كيفما تشاء .
مرآة هي حركة 20 فبراير ترى فيها الجماهير الشعبية ، المفقرة والمعدمة خصوصا ، محياها ، تكشف لها هول الجهل والفقر الذي مورس عليها لعقود من الزمن . في مرآة حركة 20 فبراير المجيدة تتعرى كل الأسرار ، حتى أسرار مكوناتها . وباعتبار الحركة حركة جماهيرية بامتياز، فإنها ستعكس لا محالة كل انشغالات الجماهير الشعبية، السياسية والاجتماعية والثقافية، لتدفع بتلك الجماهير للتفكير وزحزحة وعيها السياسي كي يرقى، وتصير مهيأة للنضال من اجل التغيير.
شيئا فشيئا تتماه الجماهير الشعبية بصورها في مرآة حركة 20 فبراير المجيدة. شيئا فشيئا تكسر الجماهير الشعبية أغلال الخوف وتلتحق بالاحتجاج الشعبي. شيئا فشيئا ستصير حركة 20 فبراير صوت الشعب دون منازع. مرآة شعب ينادي بالحرية والكرامة.
تزحف حركة شباب 20 فبراير المجيدة ببطء وهدوء نحو قاع المجتمع ، ونظام الاستبداد والفساد قد ابهره صمود الحركة بعد مسرحية الاستفتاء على الدستور الممنوح الجديد ، الذي فرض فرضا . ابهره تزايد أعداد المحتجين . أذهلته مدينة طنجة المناضلة بزخمها النضالي ، وبقي مشلولا نسبيا ، لا يدري كيف سيتصرف بعد انتهاء المسرحية وخروج الجماهير الشعبية بمئات الآلاف لتقول بأنها مسرحية رديئة ، لن ينطلي كذبها على الشعب المغربي .
لقد حققت حركة 20 فبراير المجيدة خطوة هامة في صراعها مع الاستبداد و الفساد،هذه الخطوة هي لعب دور المحرج لنظام الاستبداد والفساد، إذ كلما أحرج النظام كلما ازداد الضغط عليه و صار قابلا للهزيمة . حركة احتجاج جماهيرية أحرجت و تحرج النظام في كل ما حاول و يحاول تسويقه إعلاميا، سواء بالداخل أو بالخارج، ولم يعد أحد يصدق مزاعمه. حركة احتجاجية جماهيرية تكبر شيئا فشيئا ، ككرة ثلج منحدرة من عل . تدوس كل من يعترض طريقها.
لم يعد بمقدور نظام الاستبداد والفساد أن يتصرف كما كان يتصرف في السابق دون اكتراث بأي كان. اليوم أصبح هذا النظام الفاسد [ المخزن ] يحسب خطواته، ويدرس بتأني مخططاته المستهدفة إخماد نار الاحتجاجات، واستئصال حركة 20 فبراير المجيدة.
لقد وزع نظام الاستبداد و الفساد كل الوعود الموجودة لديه في رفوف الجماعات و البلديات و العمالات و الولايات ،و شجع القبول بالصداقات ، حتى الملابس وزعها على الفقراء لضمان بيعتهم له ، الأمر الذي يكشف منطق نظام الاستبداد و الفساد في صراعه مع حركة 20 فبراير المجيدة ، منطق كون المغاربة مازالوا قابلين للخداع ، وبخداعهم سيتخلون عن حركة 20 فبراير الاحتجاجية .منطق مهين للشعب المغربي الذي أطلقت حركة 20 فبراير المجيدة ، صرخته ، وإعلانه على أنه لم يعد يتحمل الخداع .