مؤامرة ثامن مارس

كلما اقترب يوم ثامن مارس يصبح سلوك الفتيات غريبا يخرجن ألسنتهن وبدون خجل يشرعن في شتم الرجال الذين هم في رأيهن سبب معاناتهن وسبب مصائبهن ويطالبن بالمساواة مع الرجل بل هناك منهن من يطلبن أشياء لا تخطر على البال. وبعد كل هذا لا يترددن في إرغام الرجل على تقديم هدية المناسبة اليهن. هذا الأسبوع خاصمتني صديقتي وأطلقت في وجهي صرخات ورفضت الحديث معي واستنجدت بصديقاتها لأني نسيت تهنئتها بمناسبة اليوم العالمي للمرأة ولم أقدم لها هدية ثمينة ولم أبح لها بكلمة رقيقة تجعلها تشعر بأنها موجودة في هذا الكون كما قالت رغم أني لم أقل لها يوما بأنها غير موجودة. من حق الصديقة أن تحتفل بالثامن من مارس وأن تصبح ذكرا إذ شاءت لكن من حقي أيضا أن أدافع عن مبدأ المساواة هذا و أن أرفض أداء ثمن تذكرة الحافلة وثمن العصير الذي تطلبه كلما جلست معها في المقهى. لأن ذلك يقلل من شأنها ويجعلها تخضع لسلطتي المادية لكي تصبح المساواة حقيقية. صديقتي ذكية ترغمني على تقديم هدايا أول لقاء وعيد الميلاد وتطالب بتعديل قانون الإرث لكنها ترفض أداء ثمن العصير كلما جلست رفقتها في المقهى وتترك هذا العمل لي ولا تعترف بشهامتي ورجولتي إلا في هذا المجال. كما تلح على توريطي بمنح النادل مضطرا ثمن العصير و كأس الحليب التي طلبته بينما تجلس غير مهتمة تتلذذ بحلاوة الكأس وتتشفى في ضحيتها الذي يبدد أمواله القليلة من أجلها. أمام هذا المأزق من حقي أن أفكر في التحول إلى امرأة فجميل أن تصبح فتاة لأن ذلك سيمنحنك امتيازات عديدة أبرزها إمكانية الجلوس في المقهى مجانا وشرب العصير مجانا وتلقي الهدايا من كل جهة مجانا كذلك. غير أن تبعات ذلك من بطن منتفخ وتحمل وضع أحمر الشفاه ثلاث مرات في اليوم جعلني أتراجع إلى الوراء فأن تكون امرأة تحتاج إلى أناقة كبيرة ورشاقة عالية وقدرة خطيرة على التجول في محلات الملابس وهي مواصفات قلما تجمع في رجل. هناك من سيعتبر هذا الكلام متخلفا وعدوانيا وعنصريا وضد المدونة الجديدة لكن لدي رد جاهز لأردهن على أعقابهن عاجزات إيجاد جواب مقنع. فالجنس اللطيف حاولن لسنين عديدة أن يقطعن شعورهن مثل الرجال وارتدين السراويل للتشبه بهم وللقضاء على كل أنواع التمييز ضدهن دون أن يتنازلن عن عدم أداء ثمن عصير الأفوكا الذي يفضلنه على غيره ولا أعرف السبب بينما يرفضن أن يقلدن من قبل الرجال بإطالة شعره ولبس سراويل ضيقة وجعل الفتاة تؤدي الفاتورة بدلا عنه حقا هناك مؤامرة خطيرة تحاك ضدي وضد راتبي الذي يضيع بين الهدايا والمناسبات والمقاهي و العطور