ان الواقـع المر الذي تعيشه الفئات الإجتماعية الفقيرة في المجتمع والذي حتم على هذه الفئات الخوض في جميـع المهن والمجالات من اجل لقمة العيـش قد انتقـل من مرحلة العـمل الشريف كما يقال الى مرحلة لقمة العيش بأي ثمن ، فهـل يمكن ان يكون هذا من نتائج التوزيع غير العادل للموارد على اختلاف انواعها؟ بشكـل مباشر سيكون لا محالة انه سبب وجيـه لظهور عدة آفات اجتماعية اصبح الإنسان الفقير على اثرها وحشا لم يدرك كيف تحول اليه و كيف يتخلص منه و في هذه الحالة ينتج عنه عواقـب وخيمة تتحول مباشرة الى صراع طبقي ، فالفئات الفقـيرة تكره البرجوازية كذالك نفس الأمر بالنسبة للفئة البرجوازية لأن هذه الأخيرة ترى في هذا المخلوق البشع يشكل خطرا يهدد مكانتها ووجودها ان امكن القول ، و كنتيجة لهذا الصراع فإن افضـل مكان يتمنى البرجوازيوون ان يضعوا فيه فقراء الشعـب هو حفرة كبيرة ، لكنهم لم يتمكنوا من ذالك لأن جرافاتهم لن تستطيـع دفن اكبـر فئة في المجتمع لذالـك اكتفوا بسجون النسيان و سجون الفقراء ، فحتى العدالـة لم تعد تتخد مجراها بسبب هذه الفئة اذ اصبح ينبوع العدالة يصدر من هؤلاء، لكن هل يمكن ان نلوم انفسنا على هذه الوضعية البئيسة ؟ قطعا، فهذه معركة غير عادلـة بين ذئب تكاد لعابه تصبح كالبركان في مواجة قطيـع من الماعـز كل يوم يفترس منه واحدا ويتلذد بموته . مؤكد ان هذا العصر هو عصر الإستهلاك المفرط لما تركه لنا الحكماء واصحاب العلم والمعرفة مند نشأت التاريخ ولم نحسن استخدامه بل نحن نتوهم اننا في عصر الحضارة والتقدم فكـل ما نعمـل به هو اساسا نتاج السالفين الذين بذلوا جهدا من اجل ان يمرروا لنا ما في وسعهم من علم و معرفة لكن عصرنا كان اخر العنقود ، فإن امكن ربط هذا بالطبقة الفقيـرة واللتي غالبا ما يكون منتميها من ضعاف الثقافة والمعرفة مما سهل على اصحـاب الثروة أن ينقضوا عليهم ويزرعوا داخلهم رسلهم و خدامهم المطيعون
بينما في الجانب الآخر لدينا الطبقة المتوسطة والتي لا تحرك ساكنا بل تتطلع لتحل مكان التي اعلاها وهكذا فإن المجتمـع غارق في دوامة زمنية كل مرة ترمي لنا ثلاث اوراق تكون احداها اسفل الأخرى بدل ان تشكل وجها واحدا ، ومن هذا الصراع الطبقي اساسا والذي جوهره نسبة الوعي لدى كـل الشعوب والذي يحدد استمراريتها وتلاحمها، فلقمة العيـش لا احد يستطيع منعك منها ، انما سوف تعطى لك بإنتظـام وفي بعد الأحيان سوف لن تأخدها كي لا تطلب اكثر وكي تظل عبدا مطيـعا ، فمن يتلقى الأوامـر من اسياده وينفدها بدون تردد فهو يتشارك البرمجة مع الإنسان الآلي ، ومشكوك في انتمائه للجنس البشري.
ان مكانة الشعوب تتحدد بمدى وعي افرادها وقدرتهم على الإنتاج المتمر و تحمل المسؤولية في الحياة العملية والعـمل من اجل الأخر كي يكون هناك دائما من يعمل اجلهم وهكذا يتحقق الإستقرار على صعيد جميـع المستويات ونكون شعبا مسؤلا ، فثقافتك هي سلاحك هذا الزمان كلما بلغت فيها من المعرفة والعلم كلما حصنت نفسك ضد الدئاب الذين لا يحوا لهم طعمك بين انيابهم.
ان الشخص الذي لا يصر على انتزاع حقه المشروع في ابسط شروط ومقومات الحياة الكريـمة فإن هذا العصر لا يناسبه بل من الأجدر ان يعود للعهد الحجري ، ليقتات من خشاش الأرض .