المنتدى العام للبيئة والصحة بطانطان
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.


منتدى يعني بالمجال البئي والصحي لمدينة طانطان
 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

  ليلة مظلمة باردة

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
elaalim
Admin



المساهمات : 371
تاريخ التسجيل : 26/05/2011

                                          ليلة مظلمة باردة  Empty
مُساهمةموضوع: ليلة مظلمة باردة                                              ليلة مظلمة باردة  I_icon_minitimeالثلاثاء يناير 03, 2012 2:52 pm




في ليلة مظلمة باردة من ليالي الشتاء، عم سكون رهيب قرية الاشباح التي اسكنها الامن صراخ رضيع حديث الولادة يتناهى الى مسامعي. حاولت استراق النظر من خلال الكوة الموجودة بغرفتي المطلة على ساحة ممتدة فلم يسعفني ذلك في معرفة ما يحدث . حاولت مرة اخرى بفتح نافذة خشبية احملق في العتمة عساني اتبين موقع صدور الصوت.زادت حيرتي مع هذا الاخفاق فقررت الخروج من البيت علني اساعد هذا المخلوق...
اخذت معطفي ووضعت قفازي على يداي ، وبدأت رحلة بحثي عن ضالتي في جو يكاد يعصف بالاعصاب من فرط القر وشدة البرد. طفقت اشق العتمةفي اتجاه الصراخ الذي تزداد نبرته الحزينة حدة ويزداد معها خفقان قلبي كلما اقتربت منه. فاذا بشبح يقف امامي مذعورا مرتجفا من البرد الشديد ، توسلني الشبح ان امد له يد المساعدة باخبار الطبيب بحالة امرأة تئن تحت رحمة نزيف حاد اثر ولادة. لقد طلبت مني المسكينة العجوز ان احضر لها الطبيب الشبح الذي لم يعرف بدوره انه شبح يسكن كل نفس بهذه القرية...
طمأنت السيدة العجوز التي لم اتبين من ملامح وجهها ادنى تفصيل، الا انني لمست نبرتها الحزينة و المؤلمة - وما زالت تنتظر الشبح- اني سأعمل قصارى جهدي لاخبار الشبح الذي يسكن المستوصف عساه يقدم علاجا شافيا للأم المريضة ورضيعها الذي تنفس الم الحياة... والذي سكن صدى صرخاته البريئةاذناي. وانا اتقدم صوب المستوصف فاذا بي ارى نورا خافتا كنور شمعة على مائدة رومانسية ينبع من احدى النوافذ الغربية للمستوصف ، كم فرحت حينها واسرعت الخطى كي اصل المكان بسرعة . وجدت نفسي اقف امام بناية عجيبة وابواب موصدة بأقفال و سلالسل نخرها الصدأ. قرعت الباب و قرعته ثانية و ثالثة ولا حياة لمن انادي، حتى الاشباح الذين يستمتعون بدفء نور الشموع لم يلبوا النداء. فجأة سمعت نباح كلاب ضالة تقترب مني وتحوم بجانبي وسمعت صغارها في ركن بعيد تنبح انذاك علمت ان المستوصف سبح قائم في قريتي كما شأن الطبيب. وفي الحين ذاته علمت ان البناية سكن للكلاب الضالة و...
وعلمت كذلك حقيقة مرة مفاذها : الاشباح تسكن مستوصف قرية الأشباح والمرضى في ذمة الله.
واما هدا المرير و الالم المتزايد فكرت في عديد المشكلات التي تتخبط فبها قريتي المزينة ببنايات اشباح...
كل من يزداد بهذه القرية يصبح بدوره شبحا ورقما وهميا او انسانا منسيا: لا تطبيب و لا علاج و لا تمريض...
مع بزوغ فجر يوم جديد وانقشاع النور، تبينت ان الامر غريب في قريتي ، كل شيء اراه ينطقني ، قامات النخيل الباسق وقمم الجبال الشامخة و احجار الوادي المزركشة واناس لا ارى الا ظلهم يحملون اكياسا من الهم و الحزن ويحملون نعشا ترقد فيه السيدة التي ألم بها النزيف ليلا... آه يا قريتي...
عندما اتذكر صوت الصبي الذي ارقني ليلة كاملة ، اتذكر معه احزان الامهات و آلام الامومة.
وعندما اذهب الى مستوصف ولا اجد فيه طبيبا بل اجد فيه شبحا أعي اني سأغادر في صمت...
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://mazika-20.forumegypt.net
 
ليلة مظلمة باردة
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
المنتدى العام للبيئة والصحة بطانطان :: منتدى التعليم :: منتدى التربية والتعليم-
انتقل الى: