زين الشيء يعني حسن صورته و زاد جماله، غير أن مدينتي تزينت بزينة حولت جمالها لقبح و رونقها لمزبلة تتأفف منها العقول قبل الأنوف. هذا حال مدينة كلميم أيام قليلة قبل بدء استحقاقات 25 نونبر القادم، حملات انتخابية هنا و هناك ، صراخ و حناجر تهتف بأشخاص لا يكادون يعرفون شيئا أكثر من أسمائهم، و سيارات اتخذت من الشوارع العمومية ملكية خاصة تجوبها ذهابا و إيابا ملوثة سمع المارة.
و مع اقتراب اليوم الموعود زاد تبرج المدينة العذراء بمساحيق من أوراق تفنن الداعمون للمرشحين في طرق إلقائها في الهواء للتتناثر فوق الأرصفة و أحيانا كثيرة فوق رؤوس الناس. تمنيت كثيرا لو كان لمدينتي شواطئ ينعم المصطافون برمالها و مياهها، لكنني لم أتوقع أن تتحقق الاماني بسرعة لكن في صورة حولت الشوارع لبحار من أوراق الدعاية، سيل من الملصقات و الصور و البرامج الانتخابية أحال سواد الطرق المعبدة لبياض خالطته وجوه باسمة تدافع بشراسة عن برامج واعدة يمكن تطبيقها في عالم المثل، وفي مدينة أفلاطون المثالية. أهكذا تكون الحملات الانتخابية؟ أهكذا تكافؤ المدينة التي آوت أولئك المرشحين؟ متى يعي المسؤولون أن كسب ثقة الناخبين لا تكون دائما بشراء الذمم؟ حتى نجد الأجوبة الشافية نسأل الله أن يرد لمدينتنا جمالها العذري و يبعد عنها مساحيق النفاق.