يتوفر المغرب على ساحل مذهل تسبح به مياه بحرين هما المحيط الأطلنطي الهائل بالغرب، والبحر الأبيض المتوسط ذي المياه العذبة بالشمال الذي تسكن أمواجه بمضيق جبل طارق، ويمثل المغرب بالنسبة لجارته أوربا واجهة بحرية لا تضاهى.
تشهد شواطئه اللامتناهية الممتدة على 3500 كيلومتر، التي تقطعها الخلجان الصغيرة البرية والكثبان والشواطئ الصخرية والبحيرات وحتى الأشجار الاستوائية على إرث من الأنظمة الإيكولوجية ذات التنوع الاستثنائي.
أصبح هذا الإرث الساحلي الذي يهفو إليه الجميع لأهميته السياحية الكبيرة في منتهى الهشاشة، إذ تعرض قسمه الأكثر إعمارا لإتلاف كبير.
في سنة 1999، أسند جلالة الملك المغفور له الحسن الثاني إلى صاحبة السمو الملكي الأميرة للا حسناء المهمة الأولى المتمثلة في السهر على الشواطئ السياحية الأكثر تأثرا بأنشطة الإنسان.
إنه ميلاد عملية " لنجعل شواطئنا تبتسم".
أما الفكرة الإبداعية الخلاقة فتجسدت في جعل حماية البيئة "قضية الجميع". وقد أصبحت الحاجة إلى شراكة تعاونية ملحة بين المؤسسة ومختلف الجماعات المحلية والفاعلين الاقتصاديين الأكثر قدرة على دعم الأعمال ذات الدلالة والجمعيات المحلية.
في سنة 2001، وعيا من صاحب الجلالة الملك محمد السادس بالرهانات البيئية الكبيرة والإرث الإيكولوجي الثمين الذي يزخر به المغرب، أهدى بلده مؤسسة لحماية البيئة وكلف صاحبة السمو الملكي الأميرة الجليلة للا حسناء بالسهر على مآلها بتعيينها رئيسة لها.
وفي سنة 2007، بعد مضي ست سنوات، حصلت صاحبة السمو الملكي الأميرة للا حسناء على لقب "سفيرة الساحل" الذي خصها به برنامج الأمم المتحدة للتنمية، تقديرا لعملها المتميز في مجال حماية المناطق الساحلية.
في الفترة الممتدة بين هذه التواريخ الثلاثة، تم تطوير سياسة طموحة تحمل ختم الحماية والرعاية والاحترام والحفاظ.
وتوقعا للإقبال المتزايد للسياحة على المغرب، أدرج البرنامج الوطني للسياحة 2010 في مخططه بعدا قويا للتنمية المدعومة والمستدامة، وذلك بشكل نهائي من أجل حماية الموروث من الساحل من تجاوزات النشاط الإنساني وتوفير سواحل بجودة مصانة لملايين الزوار الوافدين عليه.
يروم برنامج "شواطئ نظيفة" منذ البداية بلوغ هدفين رئيسيين وهما:
* تنظيف الشواطئ؛
* وتلقين المصطافين تربية حقيقية على البيئة.
في إطار تصورها للمستقبل، أصبحت التربية على البيئة، باعتبارها رهان المنظومة الوطنية لكون الرأسمال الإيكولوجي الذي يتوقف عليه المغرب، على رأس أولويات مؤسسة محمد السادس لحماية البيئة.
أما نجاح عملية "شواطئ نظيفة" بالمواقع الأولى المختارة وتأثيرها على ارتياد الشواطئ والنموذج المتفرد للشراكة التي شجعت عقدها بين الجماعات المعنية والمقاولات المواطنة فكلها عناصر دفعت المؤسسة إلى اتخاذ قرار طموح وطوعي، وهو العمل من أجل استحقاق الشواطئ المغربية لعلامة "اللواء الأزرق".
وبمتابعتها لسياسة مبنية على المشاركة والتزام الجميع في مجهود مشترك، وسعيا منها وراء بلوغ مستوى الامتياز المطلوب للظفر بعلامة اللواء الأزرق، قامت مؤسسة محمد السادس لحماية البيئة بإبرام العديد من اتفاقيات الشراكة. إذ تساهم الجامعة الوطنية للكشفية المغربية منذ يونيو 2003 في عمليات تحسيس المصطافين وفي العديد من الأنشطة الرياضية.
يجب أن يشكل كشافة المغرب الذين جسدوا المستوى الرفيع للمبادئ التي يؤمنون بها والتي كانت دوما النواة الصلبة للتربية البيئية وكتيبة الدفاع عنها.
ترمز الجامعة الوطنية للكشفية المغربية بقيادة رئيسها صاحب السمو الملكي الأمير مولاي رشيد إلى مبدأ مؤسسة محمد السادس لحماية البيئة "قيم وسلوك، كفاءات وتصرفات".
كما بادرت الجامعة الملكية المغربية للزوارق الشراعية منذ سنة 2004 من جهتها بمساهمة متفردة تجسدت في عملية "قافلة الشراع من أجل البيئة".
لقد مكنت الرياضات المائية والشراعية عن طريق الأنشطة الترفيهية من دعم تحسيس الشباب وتربيتهم على حماية بيئتهم