قبل الدخول في الحديث عن الانسان و بيئته,لابد من تحديد بعض المفاهيم البيئية الاساسية و هي: علم البيئة، والبيئة.
v علم البيئة écologie
هو دلك النمط من العلوم الذي يعنى بدراسة العلاقات المتبادلة بين الكائنات الحبة نفسها-بما فيها الانسان- بعضها مع البعض الآخر هدا من جهة؛ومن جهة اخرى التأثيرات المتبادلة بين هده الكائنات الحية و العوامل غير الحياتية الناتجة عن المحيط المادي الذي تحيى فيه.وبعبارة اخرى،هو العلم الذي يبحث في العلاقات و التأثيرات المتبادلة بين الكائن الحي و الوسط الذي يعيش فيه.ويبرز علم البيئة بوجهين اثنين هما:
· الأول: علم البيئة الذاتية أو الفردية Autoécologie أو الصنف بالنسبة لموطن اقامته أو عشه البيئيEcological niche .وفي هدا الصدد، يبرز مفهوم التكيف Adaptation للكائن الحي مع البيئة أو الوسط الطبيعي الذي يعيش فيه.وعليه، لابد للكائنات الحية أن تتكيف (و تتأقلم) مع البيئات (أو الأوساط البيئية) التي تعيش فيها و تتفاعل معها.
MT”; mso-bidi-language: AR-MA; mso-ansi-language: FR”>
v البيئة environnement
بناء على ما سبق, يصبح مفهوم البيئة عبارة عن مجموعة الظروف و العوامل الخارجية التي تعيش فيها الكائنات الحية(و الانسان) و تؤثر في العمليات الحيوي؛وهو تفاعل ينمو غالبا صوب اقرار حالة من التوازن البيئي بين هده العناصر.والبيئة بالنسبة للإنسان،هي الاطار الذي يحيا فيه الانسان مع غيره من الكائنات الحية,يحصل منها على مقومات حياته من مأكل و ملبس و مسكن… ويمارس فيها مختلف علاقاته مع بني الانسان؛ وهي(البيئة)تشمل مجموعة من الكائنات الحية و غير الحية الدائمة التفاعل مع بعضها البعض مؤثرة و متأثرة.و البيئة الانسانية في معناها الواسع,هي المحيط(الناطق) الحيويbiosphere وهو يعتبر الجزء من العالم الذي يمكن للحياة أن توجد فيه و الذي تكون منه جزءا حيويا؛ تلك هي منطقة سطح الأرض التي تتألف من
أ) الغلاف الجوي. (ب) و المحيطات.(ج) و المسطحات العليا لمساحات الأراضي في القارات و الجزر و المياه النقية المرتبطة بها. (د) و الأشياء الحية التي تعيش في تلك المساحات. و عليه، فإن المحيط الحيوي هو مجموع كل الأنظمة البيئية للأرض و ما يحدث للمحيط الحيوي و الأنظمة البيئية يحدد بدوره ما سوف يحدث للناس.
v النظام البيئي ecosystem:
وهو يشير، وهو كما ذكر آنفا ، إلى أية مساحة من الطبيعة وما تحتويه تلك المساحة من كائنات حيت و مواد غير حية في تفاعلها مع بعضها البعض ومع الظروف البيئية، و ما تولده من (تبادل) بين المكونات الحية وغير الحية.فالغالبة نظام بيئي، و الصحراء نظام بيئي، والبحيرة نظام بيئي …الخ. وقد يتسع مفهوم النظام البيئي ليشمل العالم كنظام بيئي متكامل، يصبح الناس فيه جزءا من النظام البيئي، ولهم تأثير متزايد على العديد من النظم البيئية، وقد يسبب هذا التأثير بعض التغيرات الضئيلة المحلية، كما قد يسفر عن تغيرات جذرية واسعة النطاق . و عليه ينظر الى أي نظام بيئي على جانب كبير من التعقيدات وذلك لما يحتويه من كائنات حية مختلفة وعلاقات متبادلة بين هذه الكائنات الحية من جهة ، وبينها وبين الظروف البيئية من جهة اخرى . وهذا يعني فيما يعنيه ، وجود شبكة من العلاقات المتبادلة تعتبر اساس التنظيم الذاتي المتبادل بين الكائنات الحية الحيات وغير الحية الطبيعة . ولعل هذا التعقيد ، هو احذ العوامل الأساسية في سلامة النظم البيئية ، وبخاصة انه يحذ من اثر التغيرات البيئية؛ امّا اذا تتابعت التغيرات البيئية ، فإنها تحدث خلخلة في توازن النظام البيئي واستقراره.
مما تقدم،يتبين انه كلما زاد النظام البيئي تعقيدا زادت امكانية توازنه واستقراره،وذلك لأن تعدد الأنواع المؤلفة للنظام البيئي تزيد من علاقاتها المتبادلة ( المؤثرة والمتأثرة) وبالتالي تزيد من استقرار النظام البيئي واتّزانه. ومن هنا يمكن الاستنتاج بانّ استقرار النظام البيئي يتمثل بقدرته على العودة الى وضعه الأول بعد أي تغير يطرأ عليه دون حدوث تغير اساسي في تكوينه. ولهذا،فاّن سوء السلوك البيئي للإنسان يؤذي الى عدد من المشكلات البيئية المعقدة التي تواجه الإنسان و تهدد حياته في معيشته وصحّته وحياته … فإذا اقتلع الإنسان غابة حرجية على سبيل المثال ، فانّه بذلك يحطّم توازنها الطبيعي مما يؤذّي الى نتائج سيئة تنعكس عليه وعلى الكائنات الحية الأخرى – صغيرها وكبيرها- التي تعيش فيها كما في انجراف التربة وانسياب مياه الأمطار وتغيرات كبيرة في درجات الحرارة والظروف الجوية بشكل عام… الخ