ونحن في شهر رمضان ، شهر الخير والبر والصدقات ، برزت من بين الصائمين كائنات ، بعضها نعرفه ونحفض تقاسيم وجهه ، بعد وحتى..قبل عملية التجميل . وبعضهم أفاق على حين غرة فتذكر الأصل ومسقط الرأس فجاء يبحث هو الآخر عن سبيل
كائنات انتخابية تقتات وتعيش على الأصوات ، أقامت بحجة البر وفعل الخيرات ، موائد إفطار
ووزعت على المنتخبين ..عفوا المساكين.. دجاج ، دقيق ، زيت ، وقوالب سكر
هاته الأخيرة التي أتمنى أن لا تفهم على أنها مجرد مادة حيوية للتحلية ، بل أتمنى أن يفهم معناها في الأمثال الشعبية... قبل فوات الأوان
يحدث هذا أمام أعين السلطة ، وبمبا ركتها وكأن سلطاتنا لم تسمع ، أو لم تفهم توصيات صاحب الجلالة في خطاب 20 غشت بالتزام الحياد الإيجابي ، وسأركز على كلمة إيجابي
فيما مضى كان حياد السلطة سلبيا ، حيث تقف وقوف المتفرج فلا تتدخل لصالح أ و ضد أي مرشح
أما الحياد الإيجابي ، الذي يعنيه صاحب الجلالة ، فهو رصد كل الخروقات قبل وأثناء حملة الدعاية ويوم الإقتراع ومنعها دون الإنحياز لأي كان ، فماذا نسمي ما يحصل بمدينتنا في رمضان هاته السنة دونا عن ما مضى من السنوات سوى أنها دعاية سابقة لأوانها باسم الصدقة ، أليس كذلك با ممثلي سلطاتنا الموقرة
إننا مقبلون على مرحلة جد مهمة في تاريخ التحول السياسي بالمغرب ..والمسؤوليات لإنجاحه وتفعيله تقع على عاتق الكل
نتمنى أن تتحلى الأحزاب بروح المسؤولية ، باعتماد مرشحين شباب مثقفين وواعين بجسامة الثقة الممنوحة لهم من ناخبيهم
ونتمنى أن تغير السلطات من سلوكها ، وأن تعمل على ترسيخ النزاهة ، بتعطيل سياسة غض الطرف ورصد كل المخالفات المرتكبة من المرشحين أو ممن ينوي الترشح ، ومعاقبة مرتكبيها
وأنت أيها الناخب ، الفاعل الأكبر والمقرر في هذا التغيير، فلا يغرنك دجاج ، أ و مواد ، أو مال وتذكر تذمرك ومعاناتك لسنين، تذكر المياه تغمر بيتك في كل موسم أمطار، تذكر شوارع وأزقة مدينتك في فصل الشتاء
تذكر معاناة ابنك مع البطالة ، تذكر تدني الخدمات في الصحة ، والتعليم و.... تذكر ..وتذكر ..وتذكر فربما تفكر الف مرة ومرة قبل أن تمنح صوتك لمن يستحقه
لقد آن لطنطان أن تستفيق، وتستنشق هواء التغيير، وتختار من أبنائها من يفرح لفرحها ، ويئن لأنينها وهمه الوحيد هو أن يبر بها وبأبنائها ولا يتذكرها دائما لا على حين غرة
التغيير حق من حقوقنا إن لم نسعى لتحقيقه فلا نستحقه