الملك الراحل الحسن الثاني بمناسبة عيد الشباب ( 9يوليوز 1971)
فالشباب في حد ذاته طاهر وثاب حي طموح، أقول إن شبابنا يتسم بشيء من السذاجة تلك السذاجة وتلك الطهارة التي تجعله ضحية للحيل وتجعل منه فريسة لمن يريد أن يحركه في غير مجال الشباب، فنرى مثلا أن بعض الناس يستعملون شبابنا حتى في المدارس الثانوية ليقولوا لهم قوموا بالإضراب، فيضرب التلاميذ عن الدراسة دون أن يعلموا لماذا أضربوا.
والشيء الذي هو أهم من هذا، هو أولا أن الإضرابات لاتقع إلا في المدارس الحكومية، فلم نرى إضرابا في أي مدرسة حرة ولم نسمع بأي إضراب في مدرسة من التابعة للبعثة، فحاولت أن أستنتج نتيجة من هذا كله فوجدت أن المحركين لم يبقى لهم إلا أن يعبثوا ويلعبوا بأبنائهم وحفدتهم، يحضون على الإضراب في المدارس الحكومية وأبنائهم إما في البعثة وإما في المدارس الحرة، وإلا كيف يمكن تفسير أن المغربي هنا غير نافع والمغربي هنا نافع.
ومن يجد هؤلاء المشعوذون لتحريك التلاميذ؟ يجدون طائفة من المنافقين، المنافقين بالتعريف الإسلامي الذي جاء في القرآن، أولئك الذين يأخذون مرتبهم من الدولة باليد اليمنى ويخلقون لها متاعب باليد اليسرى.