يوم بعد يوم يتأكد أن حركة 20 فبراير حركة إصلاحية جماهيرية ، لأنها وحدت اليسار والإسلاميين بعد طول صراع كما أنها ضمت في قيادتها صفوة شباب المغرب المناضل والمستقل، بعد أن أصبحت فكرا وبرنامجا نضاليا تعتنقه الجماهير في سائر القرى و المدن المغربية..20 فبراير باتت عصية على الاحتواء والاختراق المخزني ...
في الأيام الماضية نشطت الآلة الدعائية عبر الإعلام الرسمي وتصريحات بعض المسؤولين في الدولة، وكذا قيادات بعض الأحزاب السياسية والهيئات النقابية _إلي حفاتلها_، متهمة حركة 20 فبراير باختطافها من قبل جماعة العدل والإحسان الإسلامية وحزب النهج الديمقراطي اليساري، وكلاهما متطرفان كما يذهب أصحاب هذه التصريحات.
إن الاختراق هو عملية أو ظاهرة تلازم أية حركة تغييرية في العالم وعلى مر الأزمان والعصور، فأي حركة وإلا وتتعرض للاختراق من قبل أعدائها المتربصين به لأجل تفكيكها وزرع بذور الشقاق من داخلها لأجل القضاء عليها، والاختراق يحتاج إلى فهم الرسالة أو الفكرة التي يعتنقها هذا التيار أو هذه الدعوة، لأجل التشويش عليها أو تفكيكها من اجل نزع شرعيتها في أفق تبخيسها والقضاء عليها المخزن يحاول أن يلعب على وتر التمايز الأيديولوجي بين الإسلاميين و اليساريين.. طبقا لسياسة فرق تسود.
إن هذه الحركة أصبح لها صدى دخل التاريخ و اخترق واسع على مستوى الجغرافيا، وهي متجددة في كل مسيرة هناك وجوه جديدة تنظم و تؤمن و تناضل ..والعنف ليس حلا للقضاء عليها، ومسيراتها السلمية، وشعاراتها و ضجيجها المؤرقة في ليل الفساد ، تقرب مطالبها المواطن البسيط لا سيما مع تركيز الحركة على الأحياء الشعبية الفقيرة والمهمشة.. كما أن قوة الحركة تتجسد في الفكرة، والفكرة لا يمكن القضاء عليها أبدا لا سيما إن كانت فكرة ذات أبعاد وطنية وإنسانية تتوسل بالأساليب الحضارية للإقناع بعيدا عن العنف.
كان حزب صديق الملك قد أعلن على لسان واحد من "رموزه" أن مهمته محاربة أسلمة المجتمع في بلد ينص دستوره على أن الإسلام دين الدولة الرسمي و أن الملك أمير المؤمنين ومع ذلك لم تكن المشكلة مع "مشروع" الحزب لأن ذلك ما تدعوا إليه حتى أحزاب اليسار "لراديكالي"، رفاقِِ العدل و الإحسان في حركة 20 فبراير، ولكن خطأ الحزب القاتل كان في إرادته "حَزْبَنة" الملكية و تأميم الشعب باسم القرب من الملك.
وبعد تشخيص حركة 20 فبراير للإمراض التي يعاني منها المخزن ..التشخيص الدي فشلت فيه أحزابه- الأصالة و المعاصرة ،الاستقلال ،العدالة و التنمية ، و الاتحاد الاشتراكي ،..لم يتجاوب المخزن مع داك التحسيس الجماهيري إلا بالقمع ، الصور البشعة التي تناقلتها بعض الفضائيات الدولية، والتي قربت إلى مواطني العالم فظاعة الاعتداء الجسدي الذي مارسته السلطات العمومية على مواطنين عزل خرجوا للتظاهر احتجاجا على سيادة الفساد في البلاد، و غلاء المعيشة، وغياب المؤسسات وإعدام مفهوم المواطنة، ضد مغاربة خرجوا للمطالبة بنظام سياسي جديد يقوم على السيادة الشعبية ترتبط فيه المسؤولية بالمحاسبة وسمو القانون و به يحل الانتخاب محل التعيين، نظام تتكامل فيه المؤسسات السياسية و المدنية لبناء مغرب مستقل الحسابات الدولية ، ضد مغاربة طالبوا بالفصل بين الثروة والسياسة وجهروا بحلم تحقيق المساواة والعدالة الاجتماعية، مطالب لخصوها في الملكية البرلمانية.
إن المتتبع لتطور الأحداث السياسية ببلدنا، ولسلسلة القرارات المعلنة والرمزية ، قد يستنبط أن كل ما "تحقق" كان تمهيدا لصرامة مبالغ فيها ضد حركة 20 فبراير التي كسرت حاجز الخوف. رحم الله الشهيد كمال العماري .و رحم الها أشباه المناضلين و رحم الأحزاب الكارطونية و الإعلام المزيف و المؤسسات الغير الدستورية و السياسات القديمة و الخزي و العار للجلادين الجبناء.
نحن لايهمنا من يصنع _ الكاميلة في نهار رمضان ..ولا من يصلي الليل كله ..مايهمنا هو أن تنجح معركة التغيير السلمية من اجل أن يعيش أبناءنا و أحفادنا في واقع أحسن من هدا .